وجود كواكب أخرى غير الأرض... معلومة قديمة، أما أن توجد كواكب خارج المجموعة الشمسية والأهم أنها صالحة للحياة فهذا هو الكشف الجديد، حيث صرح مجموعة من الباحثين بوجود مليارات الكواكب الصالحة للحياة. ورفعوا من عدد "الكواكب الخارجية" المعروفة بالكواكب الواقعة خارج مجموعتنا الشمسية إلى 236 كوكبًا، حسبما صرحوا في الجمعية الأمريكية للفلكيين في هونولولو .
يقول جيوفري مارسي أستاذ الفلك في جامعة كاليفورنيا بيركلي وقائد فريق الباحثين "بدأنا نكتشف أن أرضنا ليست شيئًا نادرًا في الكون". وأضاف "نستطيع بسهولة اكتشاف كواكب عملاقة مثل المشتري وزحل حول نجوم أخرى. وتدور معظم تلك الكواكب في مدارات بعيدة عن النجوم، كما يدور المشتري وزحل في مدارات بعيدة عن شمسنا".
وأكد الباحثون الذين وضعوا تفاصيل اكتشافاتهم على موقع على الإنترنت، على أن التقنيات الجديدة تمكن الفلكيين من رصد الكواكب غير العملاقة على الرغم من عدم القدرة حتى الآن على رؤية الكواكب التي تعادل الأرض من حيث الحجم.
شبيه نبتون
توجد أربع مجموعات من الكواكب، تتضمن كواكب متعددة مثل مجموعة الأرض مع شمسها، وهي مشابهة للمجموعة الشمسية والتي تضم ثمانية كواكب -تم تخفيض رتبة بلوتو عن منزلة الكواكب- وأجرام مدارية أصغر.
وقال مارسي: "نكتشف أن معظم النجوم ليس لديها ولو مجرد كوكب واحد، ولكن عندما نعثر على كوكب فهناك ثان أو ثالث أو رابع".
وأضاف "أكثر الإنجازات التي أثارت اهتمامنا حقًّا الكوكب الجديد الذي اكتشفناه منذ ثلاث سنوات". كان الكوكب الشبيه بنبتون والذي يدور حول النجم "جليز 436" قد أثار اهتمام العلماء؛ لأنه يبدو مغطى بالمياه، وإن كانت مياهًا ساخنة في حالة كيميائية مخالفة لحالة المياه على الأرض على الأرجح؛ بسبب الضغوط الهائلة على الكوكب.
كوكب صالح للحياة
التقط باحثون سويسريون وبلجيكيون صورة للنجم جليز 436، بينما كان هذا الكوكب يمر بينه وبين الأرض. ومكنتهم التغيرات الطفيفة في ضوء النجم من معرفة قطر الكوكب وكثافته.
وقال مارسي: "استطعنا معرفة أن معدل كثافة الكوكب تبلغ جرامين لكل سنتيمتر مكعب -مثلي كثافة المياه- لا بد أن يكون 50% من الكوكب صخورًا، ونحو 50% من الماء مع احتمال وجود كميات بسيطة من الهيدروجين والهليوم"، وأضاف "والآن نحن متأكدون تمامًا من أن له نواة صلبة وهذا الغلاف العملاق السميك من المياه".
"وهذا الكشف يعتبر الأول من نوعه حيث تمكنا فيها من أن نحدد مكونات أحد هذه الكواكب الخارجية، فهو صلب مثل الأرض، لكن عليه الكثير من المياه المكون الأساسي للحياة".
وقال مارسي: إنه من شبه المؤكد أن هذا الأمر يحدث كذلك في أماكن أخرى عديدة. وكان العلماء قد افترضوا هذا منذ عقود بلا أدلة، لكن الأدلة بدأت الآن تتكشف بسرعة.
وقال مارسي: "في مجرتنا مجرة درب اللبانة يوجد 200 مليون نجم. أقدر أن 10% من هذه النجوم ربما كان لديها كواكب صالحة للحياة". "هناك مئات المليارات من المجرات تتفاوت في الشبه بمجرة درب اللبانة وبها عشرات المليارات من الكواكب مثل كوكبنا".
هناك خاصية غير معتادة في مجموعتنا الشمسية وهي تلك المدارات شبه الدائرية للكواكب والتي تعطي جرعة ثابتة من الإشعاع من الشمس.
وليست المجموعات الشمسية الأخرى التي ترى بعيدًا جدًّا على نفس الشاكلة دائمًا. وقال مارسي: "غالبية الكواكب لا تدور في مدارات دائرية حول نجمها، ولكن في مدارات مستطيلة تسمى المدارات الإهليليجية".
وأضاف "نتمتع بدرجات حرارة ثابتة تقريبًا على مدار العام.. إذا اقتربت الأرض من الشمس أكثر مما ينبغي فستسخن الأرض وسيغلي الماء وسيكون ذلك سيئًا". وإذا ابتعدت أكثر مما ينبغي فستتجمد